ملخص كتاب "لماذا السعرات الحرارية لا تُحتسب؟" كشف أسرار فقدان الوزن الدائم

اكتشف لماذا لا تُعد السعرات الحرارية هي الحل الوحيد لفقدان الوزن! يقدم ملخص كتاب "لماذا السعرات الحرارية لا تُحتسب؟" للدكتور جايلز يو رؤية علمية معمقة للعوامل الخفية التي تؤثر على أيضك ووزنك، متجاوزًا النظريات التقليدية، ويُبرز العوامل الخفية التي تحكم عملية التمثيل الغذائي وتؤثر على وزن الإنسان. (تابع القراءة ◄)

a blue plate topped with green vegetables and measuring tape
a blue plate topped with green vegetables and measuring tape

المقدمة

كيف تحولت مشكلة الاعتماد على السعرات الحرارية إلى فرصة لفهم أعمق لجسدك وصحتك بفضل مبادئ "لماذا السعرات الحرارية لا تُحتسب؟"

لطالما ساد اعتقاد راسخ في أوساط الصحة واللياقة البدنية: أن مفتاح فقدان الوزن يكمن ببساطة في معادلة "السعرات الحرارية الداخلة مقابل السعرات الحرارية الخارجة". تناول سعرات أقل مما تحرق، وستخسر الوزن. معادلة بسيطة، أليس كذلك؟

ولكن الواقع، كما يكشف لنا الدكتور جايلز يو في كتابه الثوري "لماذا السعرات الحرارية لا تُحتسب؟" (Why Calories Don’t Count: How We Got the Science of Weight Loss Wrong)، هو أكثر تعقيداً بكثير. هذه الفكرة المبسّطة قد أضلت الملايين، وأدت إلى إحباطات متكررة وفشل في تحقيق أهداف الوزن على المدى الطويل.

في هذا المقال، سنغوص بعمق في جوهر أفكار الدكتور جايلز يو، عالم الوراثة والأبحاث الأيضية المرموق من جامعة كامبريدج، لنكشف الستار عن العوامل الحقيقية التي تتحكم في وزن أجسامنا. سنكتشف لماذا قد لا يكون عد السعرات الحرارية هو النهج الأكثر فعالية، وكيف يمكننا بدلاً من ذلك تبني منظور علمي وعملي لفقدان الوزن المستدام والصحة الشاملة. سنركز على تعميق الفهم، وإضافة تفاصيل وأمثلة وقصص مستوحاة من روح الكتاب الأصلي، لتقديم دليل شامل ومقنع ينير طريقك نحو فهم أفضل لجسمك.

رؤية شاملة لتعقيدات فقدان الوزن

يُشكل كتاب الدكتور جايلز يو نقطة تحول في فهمنا للسمنة وفقدان الوزن. دعونا نغوص أعمق في كل محور من محاوره الرئيسية، مدعمين إياه بتفاصيل إضافية وأمثلة لتوضيح رؤيته.

نقد نظرية "السعرات الحرارية الداخلة مقابل الخارجة": ليست كل السعرات متساوية!

لطالما كانت هذه النظرية هي حجر الزاوية في نصائح فقدان الوزن، ولكن الدكتور جايلز يو يكشف زيفها ببراعة. الفكرة ليست في الكمية فقط، بل في الجودة وكيفية تفاعل جسمك معها.

- التركيبة الجينية الفريدة: يشدد يو على أن جيناتنا تلعب دوراً حاسماً في تحديد كيفية معالجة أجسامنا للطعام وتخزين الطاقة. ليس كل جسم يحرق السعرات بنفس الكفاءة. قد يمتلك شخص ما "جينات كفؤة" تجعله يخزن الدهون بسهولة أكبر، بينما يمتلك آخر "جينات غير كفؤة" تسمح له بحرق السعرات بفاعلية أكبر، حتى لو تناولوا نفس كمية الطعام.

هذا يفسر لماذا قد يكتسب شخصان يتناولان نفس الوجبات وزناً مختلفاً. دراسات حديثة تُقدر أن التباين الجيني يمكن أن يفسر ما يصل إلى 40% من الاختلافات في مؤشر كتلة الجسم (BMI) بين الأفراد.

- ديناميكية الهضم والامتصاص: يؤكد الدكتور يو أن البروتينات، على سبيل المثال، تتطلب طاقة أكبر بكثير للهضم والتمثيل الغذائي مقارنة بالكربوهيدرات أو الدهون. تُعرف هذه الظاهرة بـ"التأثير الحراري للطعام" (Thermic Effect of Food - TEF).

فبينما يبلغ التأثير الحراري للدهون من صفر الى حوالي 3% من سعراتها، وللكربوهيدرات من 5% الى 10% ، يمكن أن يصل التأثير الحراري للبروتينات من 20% إلى 30% ، وهذا يعني أن 100 سعرة حرارية من البروتين لا تُعادل 100 سعرة حرارية من السكر؛ فالجسم يحرق جزءاً أكبر من سعرات البروتين أثناء هضمه.

- جودة الطعام وأثره على الشبع: 100 سعرة حرارية من التفاح (غنية بالألياف والفيتامينات) تختلف تماماً عن 100 سعرة حرارية من قطعة حلوى (غنية بالسكريات المكررة والدهون المصنعة).

التفاح يمنحك شعوراً بالشبع لفترة أطول، ويوفر مغذيات حيوية، بينما الحلوى ترفع مستويات السكر في الدم بسرعة ثم تسبب انخفاضاً حاداً، مما يؤدي إلى جوع أسرع ورغبة في المزيد من السكريات.

هذا التركيز على "كثافة العناصر الغذائية" بدلاً من مجرد السعرات هو حجر الزاوية في النهج الجديد.

الأخطاء التاريخية في أبحاث الوزن وتجاهل الميكروبيوم

يُلقي الكتاب الضوء على كيف أن الأبحاث المبكرة حول السمنة كانت مبسطة بشكل مفرط، متجاهلة تعقيدات الجسم البشري. هذا أدى إلى توصيات غذائية خاطئة وحميات قاسية غير مستدامة.

- تجاهل الميكروبيوم: أحد أهم الاكتشافات الحديثة في علم الأيض هو دور الميكروبيوم المعوي (مليارات البكتيريا التي تعيش في أمعائنا).

يشرح يو كيف تتحكم هذه البكتيريا في هضم الطعام، وامتصاص السعرات الحرارية، وحتى إنتاج بعض الهرمونات التي تؤثر على الشهية والمزاج. اختلاف تركيب الميكروبيوم من شخص لآخر يفسر لماذا يستجيب الأفراد بشكل مختلف لنفس النظام الغذائي. على سبيل المثال، أظهرت دراسات أن نقل الميكروبيوم من فئران سمينة إلى فئران نحيفة يمكن أن يجعل الفئران النحيفة تكتسب الوزن، مما يؤكد دوره المحوري.

ننصحك بقراءة هذه المقال عن البريبيوتيك البروبيوتيك من هنا

- فشل الحميات منخفضة الدهون: في الثمانينيات والتسعينيات، سادت موضة الحميات منخفضة الدهون بناءً على نظرية السعرات الحرارية.

الناس استبدلوا الدهون بالكربوهيدرات المكررة، مما أدى إلى تفاقم مشكلة السمنة بدلاً من حلها. يكشف يو أن الدهون الصحية ضرورية لوظائف الجسم والشعور بالشبع، وأن التركيز على تقليلها أدى إلى استهلاك كميات أكبر من السكريات غير الصحية.

العوامل الخفية التي تحدد الوزن: ما وراء الطعام

بعيدًا عن الطعام نفسه، هناك عوامل بيولوجية ونفسية وبيئية أخرى تؤثر بشكل كبير على وزننا.

  • جودة النوم: يعتبر الدكتور يو النوم عاملاً حاسماً في تنظيم الوزن. قلة النوم تزيد من إفراز هرمون الجريلين (هرمون الجوع) وتقلل من إفراز هرمون الليبتين (هرمون الشبع)، مما يؤدي إلى زيادة الشهية والرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون. كما أن قلة النوم تزيد من مقاومة الأنسولين، مما يعزز تخزين الدهون.

تشير الإحصائيات إلى أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 7 ساعات يومياً لديهم خطر أعلى بنسبة 55% للإصابة بالسمنة مقارنة بمن ينامون 7 الى 8 ساعات.

ننصحك بقراءة هذه المقال عن أهمية النوم من هنا

التوتر المزمن: يُعد التوتر المزمن من العوامل الصامتة التي تساهم في زيادة الوزن. عندما نكون تحت الضغط، يفرز الجسم هرمون الكورتيزول، والذي يحفز تخزين الدهون، خاصة في منطقة البطن (الدهون الحشوية)، وهي دهون مرتبطة بالعديد من الأمراض المزمنة. كما أن التوتر غالباً ما يدفعنا إلى "الأكل العاطفي" كوسيلة للتكيف.

تأثير "التيرميك" (Thermic Effect of Food - TEF): كما ذكرنا سابقاً، تختلف كمية الطاقة التي يحتاجها الجسم لهضم أنواع مختلفة من الطعام. البروتين يمتلك أعلى تأثير حراري، يليه الكربوهيدرات، ثم الدهون. هذا يعني أن النظام الغذائي الغني بالبروتين لا يحافظ على الكتلة العضلية فحسب، بل يزيد أيضاً من حرق السعرات الحرارية بشكل غير مباشر من خلال عملية الهضم.

العوامل النفسية والبيئية: دائرة الأكل الحديثة

يُقدم الكتاب تحليلاً لأثر العوامل الخارجية والداخلية على قراراتنا الغذائية.

- الأكل العاطفي: كثيرون يلجأون إلى الطعام كوسيلة للتعامل مع التوتر، الحزن، الملل، أو حتى السعادة المفرطة. هذه العلاقة المعقدة مع الطعام تتجاوز الاحتياجات الفسيولوجية وتتطلب فهمًا عميقًا للعواطف التي تدفعنا للأكل.

- الإعلانات وتوافر الطعام: نحن نعيش في بيئة "غذائية سمية" حيث تتوفر الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة في كل مكان، وتُسوق ببراعة لتثير شهيتنا. هذه الإغراءات التسويقية تجعل من الصعب للغاية مقاومة الأطعمة غير الصحية، حتى لو كنا ندرك أضرارها.

إشكالية الحميات القاسية: الحل ليس في الحرمان!

يلخص الدكتور يو أن الحميات التي تركز فقط على تقليل السعرات دون معالجة الأسباب الجذرية (مثل اختلال الهرمونات، سوء الميكروبيوم، التوتر، أو العادات النفسية) محكوم عليها بالفشل.

الجسم يتعامل مع الحرمان كتهديد، مما يبطئ الأيض ويجعل فقدان الوزن أصعب على المدى الطويل، ويؤدي غالبًا إلى استعادة الوزن المفقود بعد توقف الحمية.

الحلول العملية بناءً على العلم الحديث: خريطة طريق نحو الصحة

بدلاً من معادلات السعرات الحرارية المبسّطة، يقدم الدكتور جايلز يو نهجًا أكثر شمولية يعتمد على فهم تعقيدات الجسم.

- التركيز على "كثافة العناصر الغذائية" (Nutrient Density): بدلاً من عد السعرات، ركز على اختيار الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والألياف والبروتين. الخضروات، البقوليات، الفواكه الكاملة، البروتينات الخالية من الدهون، والمكسرات والبذور هي أمثلة على الأطعمة ذات الكثافة الغذائية العالية. تجنب الأطعمة المصنعة، السكريات المضافة، والدهون المتحولة، فهي سعرات "فارغة" تفتقر إلى القيمة الغذائية وتضر بالصحة الأيضية.

- مراقبة أسباب الأكل العاطفي: تعلم التعرف على المحفزات العاطفية التي تدفعك للأكل. ابحث عن بدائل صحية للتعامل مع المشاعر السلبية، مثل ممارسة الرياضة، التأمل، الكتابة، أو التحدث مع صديق. هذا الوعي يمثل خطوة حاسمة نحو علاقة صحية مع الطعام.

- تخصيص النظام الغذائي: لا يوجد نظام غذائي واحد يناسب الجميع. يجب أن يأخذ نظامك الغذائي في الاعتبار اختلافاتك الجينية، نمط حياتك، حالتك الصحية، وحتى تركيب الميكروبيوم الخاص بك. قد تحتاج إلى تجربة أنواع مختلفة من الأطعمة لترى ما يناسب جسمك على أفضل وجه.

- دور الحركة اليومية والنشاط البدني المستمر: ليست الرياضة الشديدة وحدها هي المفتاح. يشير يو إلى أن النشاط البدني المستمر على مدار اليوم (مثل المشي، صعود الدرج، الوقوف بدلاً من الجلوس لفترات طويلة) له تأثير كبير على معدل الأيض والصحة العامة. هذه "الحركة غير الرياضية" (NEAT - Non-Exercise Activity Thermogenesis) يمكن أن تحرق سعرات حرارية أكثر على مدار اليوم مما تفعله جلسة رياضية مكثفة لمرة واحدة.

- إدارة التوتر وتحسين النوم: بناءً على دور الكورتيزول والهرمونات الأخرى، فإن إدارة التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء (اليوجا، التنفس العميق) وتحسين جودة النوم (تحديد جدول نوم منتظم، تهيئة بيئة نوم مريحة) هي خطوات أساسية لدعم صحة الأيض والتحكم في الوزن.

لماذا يُعد هذا الكتاب مهماً؟

"لماذا السعرات الحرارية لا تُحتسب؟" ليس مجرد كتاب عن فقدان الوزن؛ إنه تحليل علمي عميق يُحرر القارئ من قيود الفهم السطحي لعمليات الجسم. يقدم الدكتور جايلز يو دليلاً عملياً معززاً بأمثلة من أبحاث حديثة وتجارب حقيقية. إنه ليس مجرد نقد للنظريات القديمة، بل خريطة طريق لتطوير علاقة صحية ومستنيرة مع الطعام والجسم. إنه دعوة لفهم أجسادنا كأنظمة معقدة ومتكاملة، بدلاً من مجرد آلات لحرق السعرات الحرارية.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

إذا كانت السعرات الحرارية لا تُحتسب، فما هو البديل لفقدان الوزن؟

يشدد الكتاب على التركيز على "جودة" الطعام بدلاً من "كميته" (سعراته). البديل هو اختيار الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية (كالخضروات، البروتينات، الألياف)، فهم كيفية تأثير الهرمونات والميكروبيوم على جسمك، وإدارة عوامل مثل النوم والتوتر، وزيادة النشاط البدني العام غير الرياضي.

هل يعني هذا أنني أستطيع أن آكل ما أشاء دون حساب؟

لا، لا يعني ذلك إطلاقًا الإفراط في تناول الطعام. بل يعني أن التركيز يجب أن يكون على أنواع الأطعمة التي تختارها، وكيف تتفاعل مع جسمك، بدلاً من مجرد الأرقام على الملصقات الغذائية. الهدف هو بناء علاقة صحية وواعية مع الطعام، حيث تستمع لإشارات الجوع والشبع في جسمك.

كيف يؤثر الميكروبيوم (بكتيريا الأمعاء) على وزني؟

الميكروبيوم المعوي يلعب دورًا حاسمًا في هضم الطعام، امتصاص السعرات الحرارية، وحتى إنتاج بعض الهرمونات والمواد الكيميائية التي تؤثر على الشهية والمزاج. يمكن أن تؤثر تركيبة الميكروبيوم الخاصة بك على مدى كفاءة جسمك في استخلاص الطاقة من الطعام، وتلعب دورًا في شعورك بالجوع أو الشبع.

ما هي أهم النصائح العملية من الكتاب لبدء رحلة فقدان الوزن؟

تشمل النصائح الرئيسية: التركيز على الأطعمة الكاملة غير المصنعة، زيادة تناول البروتين والألياف، إدارة التوتر وتحسين جودة النوم، زيادة الحركة اليومية (المشي، الوقوف)، والانتباه لإشارات الجوع والشبع بدلاً من الأكل العاطفي.

هل هذا الكتاب مناسب لمن جربوا العديد من الحميات وفشلوا؟

نعم، بشكل خاص. يقدم الكتاب منظورًا جديدًا ومنعشًا يفسر لماذا قد تكون الحميات التقليدية قد فشلت. إنه يحرر القارئ من الشعور بالذنب المرتبط بعدم القدرة على الالتزام بحميات السعرات الحرارية، ويوفر أساسًا علميًا لفهم المشكلة وتقديم حلول أكثر استدامة وواقعية.

اقرأ أيضاً

كتب الحميات الغذائية