لماذا السعرات الحرارية لا تُحتسب؟ رؤية علمية لتعقيدات فقدان الوزن

يقدم الكتاب لماذا السعرات الحرارية لا تُحتسب؟ للدكتور جايلز يو رؤية ثورية تُعيد النظر في المفاهيم التقليدية لفقدان الوزن، مُستنداً إلى أحدث الأبحاث العلمية. الكتاب يكشف عن الأخطاء الشائعة في التركيز على حساب السعرات الحرارية، ويُبرز العوامل الخفية التي تحكم عملية التمثيل الغذائي وتؤثر على وزن الإنسان. (تابع القراءة ◄)

ملخص كتابالصحة

a blue plate topped with green vegetables and measuring tape
a blue plate topped with green vegetables and measuring tape
مقدمة عن الكتاب والمؤلف

كتاب "لماذا السعرات الحرارية لا تُحتسب؟" للدكتور جايلز يو (Giles Yeo, PhD)، عالِم وراثة وأبحاث أيضية مرموق، يقدم في كتابه تحليلاً علمياً جريئاً يتحدى الاعتقاد السائد بأن "فقدان الوزن يعتمد فقط على حرق سعرات أكثر من الاستهلاك".

في معرض هذا الكتاب، يهدم دكتور جايلز الفكرة المُبسَّطة التي تعتمد على معادلة "السعرات الداخلة مقابل السعرات الخارجة" لفهم السمنة أو خسارة الوزن. وبدلاً من ذلك، يستعرض العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية المعقدة التي تتحكم في وزن الإنسان، مدعومة بأبحاث حديثة وأمثلة واقعية.

حظي الكتاب بإشادة واسعة، بما في ذلك ثناء الدكتور مايكل موزلي، مؤلف الكتب الأكثر مبيعاً.

المحاور الرئيسية للكتاب
1. نقد نظرية "السعرات الحرارية الداخلة مقابل الخارجة"

يشرح الكاتب أن التركيز الحصري على حساب السعرات يهمل تعقيدات عملية التمثيل الغذائي، والتي تختلف بين الأفراد بسبب عوامل مثل

- التركيبة الجينية: تؤثر الجينات على سرعة حرق الجسم للطاقة وتخزين الدهون

- كيفية تعامل الجسم مع أنواع المغذيات: (بروتين، دهون، كربوهيدرات) بطرق مختلفة مثلاً هضم البروتين يستهلك طاقة أكبر مقارنة بالكربوهيدرات، مما يؤثر على معدل الأيض

- نوعية الطعام: ليست جميع السعرات متساوية! فـ 100 سعرة من الخضار تُمتص وتُستخدم بكفاءة أعلى عن 100 سعرة من الأطعمة المصنعة والسكريات المكررة

- الهرمونات: كهرمونات الجوع (الجرلين) والشبع (اللبتين)، والتي تُنظم الشهية وتوزيع الطاقة، وكالإنسولين الذي ينظم تخزين الدهون، كلها تلعب دوراً محورياً في التحكم بالجوع وتراكم الوزن

2. الأخطاء التاريخية في أبحاث الوزن

- يكشف الكتاب عن ثغرات في الدراسات القديمة التي اعتمدت على نماذج مبسطة للجسم، مثل تجاهل الميكروبيوم وتأثيره على الوزن، حيث تتحكم بكتيريا الأمعاء في هضم الطعام، وتؤثر على امتصاص السعرات وإشارات الجوع، لذا فإن اختلاف تركيب الميكروبيوم بين الأفراد يفسر لماذا قد يتفاعل شخصان مع نفس النظام الغذائي بشكل مختلف

- يُوضح كيف أدت هذه الأخطاء إلى انتشار أنظمة غذائية قاسية وغير مستدامة، مثل الحميات منخفضة الدهون التي سادت في الثمانينيات.

3. العوامل الخفية التي تحدد الوزن

- جودة النوم: يؤكد الكاتب أن قلة النوم تُعطل إفراز الهرمونات وتزيد الرغبة في تناول الأطعمة عالية السكر

- التوتر المزمن: يرتبط بإفراز الكورتيزول، الذي يحفز تخزين الدهون في منطقة البطن

4. العوامل النفسية والبيئية

- الأكل العاطفي: التوتر أو الحزن قد يدفع إلى الإفراط في تناول الطعام

- الإعلانات وتوافر الطعام: البيئة المحيطة (كالإغراءات التسويقية) تُسهل الوصول إلى أطعمة غير صحية

5. إشكالية الحميات القاسية

- التركيز على تقليل السعرات دون معالجة الأسباب الجذرية (مثل اختلال الهرمونات أو العادات النفسية) يؤدي إلى فشل الحميات على المدى الطويل

- الحل ليس في الحرمان، بل في فهم احتياجات الجسم الفريدة

6. الحلول العملية بناءً على العلم الحديث

- التركيز على "كثافة العناصر الغذائية": اختيار أطعمة غنية بالفيتامينات والألياف (كالخضار والبقوليات) بدلاً من حساب السعرات وتجنب الأطعمة المُصنَّعة والسكريات المضافة

- راقب أسباب الأكل العاطفي: ابحث عن بدائل صحية للتعامل مع المشاعر

- تخصيص النظام الغذائي: لا يوجد نظام واحد يناسب الجميع؛ يجب مراعاة الاختلافات الجينية ونمط الحياة

- دور الحركة اليومية: ليست الرياضة وحدها، بل النشاط البدني المستمر (كالمشي) له تأثير أكبر على الأيض.

لماذا يُعد هذا الكتاب مهماً؟

يُقدم الدكتور جايلز يو تحليلاً شاملاً يُحرر القارئ من الفهم السطحي لفقدان الوزن، التعقيدات الحقيقية التي تُحدد صحتنا.

كما يُقدم في الكتاب دليلاً علمياً عملياً معززاً بأمثلة من أبحاث حديثة وتجارب حقيقية. وهو ليس مجرد نقد للنظريات القديمة، بل خريطة طريق لتطوير علاقة صحية مع الطعام والجسم.